رؤى محمد البطاط

موضوع: رؤى محمد البطاط الأحد يونيو 24, 2012 5:58 am

حوار يلقي الضوء على
أفكار احد المفكرين ومعتقداته التي قد نتوافق
معها أو نختلف والتي بالتأكيد ستجبرنا على التفكير الجاد

وتفتح لنا أبوابا لم نكن لنعرفها يوما ما
تفضل معنا أيها القارىء

رؤى محمد البطاط Icon_study

لك ان تقرأ
وليس تقتنع

رؤى محمد البطاط Icon_study

س:

مَـــنْ
أَنْت ؟

ج:

سؤال قد يكون سهلا جدا لكنه بلا
شك يحاول
استخراج اصعب الاسئلة عندما
اعرف نفسي جيدا ساجيبك لكن اخشى
اننا لن نكون معاهل يكفيك
هذا ام تريد ان اقول اكثر؟
من اكون انا اشبهك
كثيرا لكنني وانت لا نرى
هذا التشابه ارى نفسي
مفردا على الرغم من كوني جزءا من الكل ارى اختلافي معك يبهرني وكانني ارى نفسي
يمينا وربما كنت
شمالا اترى هي
المرآة ياصاحبي هي من تعطينا صورة اخرى؟مهما
عرّفت نفسي فلن اصل بك الى ماترغب لانني
سالت نفسي سؤالك هذا منذ زمن ولم احصل
على الاجابة هل تعينني
على البحث ؟ثق يا
صاحبي عندما اجد نفسي سيرتاح الاخر مني هل يكفيك
هذا؟

س:

أراكَ مولعاً بالفلسفة محباً
للغموض اعرف نفسك
تعرف غيرك ياسيدي

ج:

قد يكون ما تقول صحيحا والمسافه
بين قد والحقيقة تعطيني فضلا من فراغ احاول ان املئه مختلفا
معك فحنانيك استمع لي حرت في
نفسي القريبة مني ولم اجد لها جوابا فكيف اجد
ما فقدته فيها متاحا لي في غيرها؟الم تكن
المسافات تخفي التفاصيل قليلا؟هي نفسي
التي ان عرفتها ساعرف ربي؟وقد يكون
ربي هذا يختلف عن اي رب اخرانه صورة
ما رسمتها معرفتي بنفسي قطعا لن
تكون هي الله الذي نجهله لكنها
ستكون عبارة عن صورة للنفس بصيغه الرفع الى ايّ اسّ ما يحدده مستوى الادارك لدى انا وكما
تعلمت قليلا اجهل
الكثير عندما لا اجد تعريفا للانا سيدي.. هل
اكتفيت؟

س:

لا تعرف نفسك وتعرف رباً ليس كرب الناس؟هل اجد
تفسيرا أَبينْ؟واطنابا
أكثر ؟فالحيرة
ازدادت لديّ أخشى عليك
منك ياصديقي

ج:

نعم يا سيدي فالله
واحد حقيقة مطلقة بذاته اما الرب
فهو صفة لشيء يستعيرها الكثير بلا تهمة شرك الرب
ياسيديهو صورة
الله المنعكسة في مرآة انفسنا حجمها يزداد
كلما ارقت النفسو تضمر
تبعا لانكماشهاهي صورة
تعبر عن ما تعلمناه وعرفناه وادركناه وربما استعرناه من غير فهم له الا ترى
الكل يقاتل بعضه بعضا؟وهو مؤمن
بالله على ما يظن؟انهم
يؤمنون بفهم لله اذا تراهم مختلفين ومتحاربين الفهم يا
سيدي هو الرب الذي اقصده يتباين
كثيرا من شخص لاخرنتباهى
كثيرا باننا نؤمن بالله والحقيقة اننا نؤمن بما تلقيناه من حولنا لنستدرك
قليلاونعيد
البحث في انفسنا مرة اخرى علنا نجد ربا اخر اكبر مما كنا نجدهلا تخف
علي يا سيدي فالله جل
اسمه منزه عن ضحالة فهمي ادركت ان
الله لا يمكن لي ان اعرفه فانشغلت بمعرفة نفسي لكي تدنيني منه قليلا سيدي ...
اما يكفيك هذا؟

س:

اذن ربك وربنا يختلف عن الله تعالى !

أليس كذلك
؟وهل معرفة
النفس وفهمها يعرفنا الله ام الرب ؟

ج:

قطعا لا يتشابه ونقترب من
الله بقدر معرفتنا للرب الذي هو في انفسنا.. الله
تعالى لا تدركه العقول لانه مطلق الوجود ومطلق الجمال ومطلق العظمة انه مطلق
المطلق عندما
نحاول ادراك شيئا ما فان صور ما نعرف تترائى في ذهننا
لخلق ابعادا نحسبها لامادية لكنها بحقيتها ظلاّ للمادة والحقيقة
المطلقة مجردة عن المادة وظلها فمعرفة
النفس التي بدورها تنحى منحى ظل المادة يخلق انطباعا لدينا عن الرب كصفة نحاول ان
نجعلها مجردة وان جردناها ابتعد عن معناها التي هي
بدورها صفة من صفات الله يجب ان
نعرف انفسنا لنعرف ربنامن عرف
نفسه فقد عرف ربه مقولة
دقيقة جدا وصحيحة جداومعرفة
النفس تحتاج مزيدا من الجهد والعديد من الادوات ونحتاج
معها للخوض في حقول المعرفة الاخرى ليسهل
علينا معرفة نفسنا اسمع يا
صديقي ان شئت
الارتقاء للاعلى فاتجه
دائما نحو ذاتك الم تكتف
بعد ياسيدي؟

س:

كيف تعرف
نفسك ؟ او بالاحرى كيف تتعرف على نفسك ؟

ج:

معرفة النفس بحاجة الى اكثر من اداة قبل كل
شيء يجب التفريق بين المادة وظلهاونخرج
باجوبة مشوهة تبعدنا عن الهدف بالقدر الذي نظن اننا اقتربنا منه وشيء اخر؟اعرف
ساعتها انني احمل نفسا قد تشبه سوايكلما
اغتررت بما اظنه كمالا جسمانيا سينعكس بالضرورة على تعريفي لنفسي اذا تيقنت
من ذلك فقد حزت على كمال النفس فالجمال
الذي يحمله الجسد وان بدا جميلا فهو يخفي تحته من القبح ما لا يوصف والقوة
التي املكها تترنح تحت وابل الحاجة ومن الضعف
ما يتلاشى امامه الاستغناء ومن انحسر
همه في مادته فقد افرط في عبادة ذاتهان عرفتها
عرفتك سيدي الا
تقول كفى؟

س:

أمتعسرة
معرفة الروح ؟ ام ممكنة

ج:

ساجيبك بقدر فهمي لا بحجم السؤال ساحدثتك
عن النفس وليس الروح ولكن قبل
ان نبحر انتظراتدري من
نحن؟تعال معي
لنتصاغر اكثر فاكثرهل انت
معي؟ماذا ترى؟:
عندما
تبلغ من الصغر بحجم مكونات الذرة فانك لا ترى شيئا حتى جسدك لن تراهان مايطلق
عليه اليكترون هو بحقيقته طاقة مجرده؟وان شئت
ان اكمل؟
لكنني اخشى ان يطول بي المقام ويكثر الكلام ويعتريك
الملل؟
ساقتصر لاختصر
ارايت كيف صرنا عدما

عدنا الى اللاشيء
على الرغم من وجودنا؟
من نحن اذن؟

فلنقل صار كل واحد منا ثالوثا
جسم
ونفس
وروح
الجسم اصبح عدما
والجمال يخفي تحته كنوزا من القبح
ليس جمالا حقيقيا اذن

الروح لم نرها ؟
لانها قد تكون امر الله بالحياة ليس الا

مع عظمة الامر لكنه بسيط ولا يحتاج منا الى بذل الكثير
من الجهد لمعرفته فالله غالب على امره وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن
فيكون
امر الجوامد بالحياة فتحركت ودبت فيها الحياة
اليست الروح نفخة؟
اليست الحياة تنفيذا لامر المحيي والمميت؟
هل اتى ذكر لها في القران الا مفردا
الا ترى انها لم تاتي بصيغة الجمع ابدا
الم تسال لماذا؟
سنغادرها
لنبحر معا الى ما يعنينا
انها النفس

فهلم معي ان شئت ان نكمل المسير؟

نتاج
التزاوج بين المادة الصماء والنفخة الالهيه فلن تكون
هناك نفس بدون جسدمن
مكوناتها نعرف كيف نتعامل معها و كيف نعرفها لنرى من
ارقاها فنركن
اليه كثيرايوجد
الكثير من الخلائق غير البشر من هو اسمع مناخذ البوم
مثلا وارجع من حيث اتيتوماذا
نقول عن الدببة؟لسنا
الاوائل ياسيدي بهذه الصفات نمتلك
دماغا يحمل في تلافيفه السر الكبيروالاحرى
بالسيد ان يكون حرا وليس عبداوعارفا
وليس جاهلا ولكن
رويدك لنجرب انا
وانت يا سيديام غريزة
الشبق لدى بعض الطيوروالسنة
الكلاب هل تجرب
معي ام اجرب وحدي؟

س:

أجدُ بأن بعض الحيوانات تتفوق علينا في الصفات التي نملكها

ماذا نستنتج من هذا سيدي ؟

ج:

عندما تتفوق علينا تلك البهائم والطيور والمخلوقات الاخرى بتلك الصفات
فالجواب يحتمل وجهين:
-اما ان تكون افضل منا
-او ان اداة المفاضلة لا تصح.
بمعنى
اننا لو اسغرقنا في التصور وراء طموحنا المتعلق بتلك الادوات لاقتربنا كثيرا من الطرف الاخر
اي اصبحنا حيوانات بالنتيجة
عندما يعجبني فلان لانه قوي مثلا
فاني اقترب بنفسي من الحيوان نفسه (وليس المعجب به بالضرورة)
ليكن اعجابنا بما يليق بنا كسادة للمخلوقات
ان ما يعجبك يحدد من انت؟
حتى تعرف نفسك ابتعد قليلا عن صفات البهائم وارفع اعجابك للاعلى قليلا
الا ترى يا صديقي ان غالبية بني البشر يزاحمون الانعام في حضائرهم ومراعيهم واماكن تواجدهم؟
وان حضيرة الانسانية تشكو قلة من فيها؟
اليس كذلك؟

س:

ربما اوافقك في هذا التصور

هل هناك ميزان واضح للفرق بيننا وبين الانعام ؟

وخاصة بان القران الكريم يصف البعض بانهم اضل من الانعام

ج:

ربما توافقني !

سانظر الى جانب من (ربما ) الذي يحمل التوافق
هل هناك ميزان واضح؟
المعيار في كوننا ننفصل عن البهائم لنتربع على قمة هرم المخلوقات هو
طموحنا

وحلمنا واملنا وتاملنا
وماذا ننتظر من غدنا
كما قلت لك ماهية اعجابنا بالاشياء تعرّف انفسنا

عندما اعجب بشيء فهو يحدد رغبتي ان امتلكه او اكون مثله

وحتى امتلاك الشيء يعكس علاقته بخبايا النفس
النفس ياصاحبي مدافن مكنونة تحتاج الى استظهار خباياها

و من خلال حواسنا نكشف الصورة المخبئة لما تضمره النفس

ابدا معي

اصدق مع ذاتك
قل في قرارتك

اي الاشياء احب اليّ؟

بايّها اعجب؟

ماذا اتمنى ان اكون؟
تفضح نفسك عندما تجهر بالاجابة
دائما فكّر بصمت واجب عن اسئلتك بصمت
لانك تحاول ان تعرف من انت
حتى تعرف اين تضع قدمك في خطوتك القادمة
لايعرف نفسك الا نفسك

ولا يعنيك راي الاخر بك
لانه لن يزيدك الا غفلة وضياعا
لاتستعير لقبا من احد

لاتسال احدا عنك انت ادرى اين تكون

ثق انك ان ضعت فلن يجدك احد

وان وجدت نفسك لا يعنيك ضياعك عند الناس

سيدي... ااكمل ام كفى؟

س:

متيقن بأن ( ربما) ستتلاشى

الان هل وصلنا للحد الفاصل بين الروح والنفس ؟

ج:

لاحدود بينهما تفصل بعضهما عن الاخر
لانهما لا يتشاركان في شيء يخشى عليه من التمازج

وان كانا متلازمين زمانا ومشتركين مكانا

الا ان النفوس متعددة بعدد الكائنات الحية

والروح واحدة

لاشيء يسمى روحا في عالم التصور والامكان

لاحدود لها تتشابة مساحتها كلها (ان تصورنا لها مساحة على سبيل المجاز) بدون نقاط ولا ابعاد ولادلالة ولا تختلف الروح او تتشابه

لانها شيء واحد
فهل تتشابه مع ذاتها وهل تختلف؟
هناك فارق كبير ومهول جدا بين النفس والروح

النفس ملهمة بكل شيء فالهمها فجورها وتقواها

النفس لها ابعاد على نحو التخيّل والمشابهة

النفس متعددة وهي انعكاس لوجود الحياة في الجسد

النفس هي نحن بالتحديد
هي ذات كل واحد منا

لكل شيء نفس خاصة به بل هي هو ذاته

وماعداها تابع لها

نفسي تتغير حيث ما تجد التغيير
تؤثّر وتتاثّر
تنمو وتكبر وتنمحق
تتشكّل حسب ما نريد
لا ارادة بمعنى الاختيار فقط ولكن بمعنى الاجبار ايضا

يجب ان تختلف عن سواها

والا اصبحنا وكاننا لا وجود لنا
كما قلت سابقا اجسادنا تتشابه مع البعض الى درجة التطابق فقد الجلد ، القشرة تختلف قليلا
انظر للهياكل العظمية للبشر.. هل ترى اختلافا بيّناً؟

عندما تشعر انك انت

يجب ان تختلف عن سواك والا اصبحت سواك
اليس كذلك ؟

هناك طريقتان للاختلاف

اولهما
-ان ارى نفسي مجردة عن الاخر
انظر لما يتحق المفاضلة فيها
العقل نموذجا
رغباتي ترقى للكمال
تبتعد شيئا فشيئاًعن البهيمية
وتلك اعرفها من خلال اشتراكي مع البهائم في الرغبات
وحلمي يجب ان يكون مبتعدا بي عن ما يقربني الى عبادة الغرائز
ليس بعنت او قسرا
انما برغبة وراحة

عنما ابتعد عن الغرائز في احلامي وانا مسرور
حينها اصبح انسانا
اما ثانيهما
- فبالمقارنة مع غيري الذين اتصور انهم بشر

من منهم يستحق الاقتداء به؟
معنى لا عنوانا؟
مضمونا لا شكلا؟
المثل كثيرة
تبتدا من اعلاها الى اسفلها
من ارقاها الى ادناها

درجات التاسّي والاقتداء متاحة للجميع
اذا اردت مكانا بينها فثق انه لا يجبرك احد ولن يمنعك احد

هذا ما عندي
احببت ان اختصر فطال بي المقام ...فاعتذر

س:

ما زلت اريد وصفا مختصرا للتفريق بين النفس والروح

مختصرا جدا

ج:

الروح هي الطاقة

والنفس هي ما ينتج عن تلك الطاقة

أهذا يرويك؟

س:

ممتاز

هل هناك وصف آخر ؟

ج:

الروح واحدة

والنفس متعددة

فهي ثلاثة في ذاتها وبعدد المخلوقات في نظائرها

س:

هل هناك المزيد ؟

ج:

الروح نفخة الله و امره

والنفس.... انا

هناك المزيد حتما...

لكنك ابيت الا ان تنهي

فانهيت

هل هناك شيء اخر بعد..
من انت؟

هل عرفتني ام ما تزال ؟

س:

ما زلت اجهل الكثير عنك استاذي

ما هو الدين ؟

ج:

الايمان :هو ما ينعقد في القلب بوجود شيء ما

وان ذلك الشيء قد يكون مؤثّــــراً او غير مؤثّــــر

اما الدين:

فهي جملة من النظم و القوانين تحدد العلاقة بين الفرد والاخر

فرداً كان او جماعةً سواءاً بالقول او الفعل او الاقرار

لذلك فالفرق بينهما شاسعاً لكن الترابط بينهما حتميّـــــاً

س:

حَدَثَ لدّيّ خلطٌ بين الاسلام والدين

هل يمكن التوضيح ؟

ج:

الدين اعــــــمّ والاسلام اخـــصّ

الدين اشمل لانه يحتوي الاديان كافّة الاسلام احد تلك الاديان

كل ملتزم بضوابط وتعاليم لقوانين ونظم الاسلام فهو متدين بالضرورة بينما العكس ليس صحيحا

العبرةهي العمل بالضوابط حتى نكون متدينين

وليس الايمان بها

الايمان من جملة المعارف والدين عمل

يخاطب الله المسلمين بالذين امنوا وعملوا الصالحات وليس بالذين امنوا او فقط بمن عملوا الصالحات

اي فعل بدافع معرفة فهو تديّن بالاطلاق وبهما يتحدد اسم ذلك الدين
الاسلام دين والنصرانية واليهوديه والصابئة والشيوعية و العلمانية والوجودية وكل هذه العناوين هي اديان سميت بذلك ام لا

اقررنا بها ام لم نقرّ

انا اومن ان التدخين عادة سيئة وهو ضار بصحة الانسان لكنني ادخّن !

اذن لست متدينا بما امنت او عرفت

عدم الفعل لا يلغي الايمان بالضرورة

وهناك المزيـــــــــــــــــــــــــــد...

فهل تـــريد ؟

س:

بالتأكيد اريد المزيد

ج:

اختلط الامر على الكثير ممن يدعي التدين وفي الحقيقة هم ليسوا متدينين بالمعنى الموجب لحمل تلك الصفة
وليسوا مؤمنين ايضا بالقدر الذي يسمح لهم بانجاز عمل ما يتوافق مع كمية الايمان لديهم قد يتشابه بنوعية الايمان
لكنهم مؤمنون ومتدينون بنسب متفاوتة

ساضرب مثلا واغادر

الايمان لاحدود له
والدين له حدود والاداء يتعلق بالعمل لذلك كان محدودا بوجه من الوجوه
فايمان محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله اكبر) بكثير مما لايصح معه القياس بايمان محمد البطاط لكنه قد يتشابه معه نوعا ما في بعض جوانبه

اما الدين اي العمل فمثلا على سبيل الفرض لا فارق كبير بين ديني ودين علي بن ابي طالب من حيث الشكل فهو يصلي ركعاته التي هي نفس العدد والشكل والاداء لركعات اي مسلم غيره
لكنه ارتفع بها لان ايمانه اكثر

وللحديث بقية

س:

وكيف اُرقّي ايماني ؟ حسب هذا الفهم ؟

ج:

ترقية الايمان من اصعب الاسئلة وذلك لشمول الاجابة على نواح عدة وتفاصيل ليست طويلة بقدر ماهية متشابكة

تحتاج الى فهم معين للنفس و ادارك لماهية الجسد وعدم تعديه على الجانب النفسي لكي لا نعجز وكالعادة من الوصول الى مرحلة النمو ونبقى نراوح في مديات ثابتة تقريبا

الايمان يجب ان يكون منصبّا على تاثير مانؤمن بوجوده على التغيير و الحركة
اذ لا فاعلية تذكر للايمان بالجوامد اقصد الاثر الساكن لها
هناك امور عدة تؤثر ايجابا وبصورة تصاعدية في مستوى الايمان
وهل هي تراتبية ام مرحلية
اذا شئت يا صاحبي
ان نسهب
او نوضّح
كان لك ماتريد
انتظر لارى !

س:

بالتاكيد اريد الاسهاب

ج:

على قدر هل العزم تاتي العزائم

وتاتي على قدر الكرام المكارم

فتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

رحمك الله يا ابا الطيب ما اطيب ماقلت

عندما تجد طموحك لا حدود له فنفسك توّاقة للمزيد
عندما تصغر في عينك عظائم الامور فانت ترتق درجات الرفعة

الامام الباقر يقول:
(ان اعظم الرجال قدرا عند الله من لا يبال بالدنيا بيد من كانت)

نقراها ولا نعيها

عندما تتصاغر امامك القلاع الحسية فثق انك ادركت الفتح
شبيه الشيء منجذب اليه
عنما تفرحك الكلمة او تحزنك تسعدك او تسيء اليك
فانت ابعد ماتكون عن حضيض الجسد
وان سررت باللقمة وحزنت لعدم دعوتك على وجبة طعام فالبهائم تنتظر... في حظائرها ... لا تتاخر؟

نحن نعرف انفسنا من رغباتها فهي دوال عليها
انتظر يا سيدي عندي شيء ساقوله...

اصدق الاجوبة مالم يتجاوز اللسان
وبقى ربيض القلب
الخطوة الاولى

ان نسال من نحن؟
ونحن نجيب بصمت ايضا.

-ماذا نحب؟
ولماذا؟

-ماذا نكره؟
ولماذا؟

-ما هو طوحنا؟
ولماذا؟

- مالذي يشدّ اعجابنا نحو الاخر؟
ولماذا؟

لو عرفنا ان ما نؤمن به مجرد خرافة هل نعيد ترتيب الاوراق؟
ام نركن الى سباتنا العميق؟
سنتيقن حينها اننا في سبات حتى مع ايماننا الذي لم يتزعزع

انها قصة من نسج الجهل والكسل قصة الايمان الراسخ هذه

هناك اشياء كثيرة لا تقال كلها لكن هناك ضرورة في ايراد بعضها....

س:

وهل الايمان بالله يجيب على هذه الاسئلة ؟

وما الفرق لو آمنا بغير الله وعبدنا غيره ؟

ما الفرق بين الايمانين ؟

ج:

وهل هناك فرق اصلاً

على الاقل شكلاً

الايمان بالله وما يتبعه من تلازم الفكرة مع الوجود
يحدث هذا الفارق

وكيف يتأتّى حصول ايمان كهذا؟

ايمان يحدث الفارق
ايمان يجعل منك عبدا حقيقيا مع صلاحيات السيد
ايمان يحصر رجوعك الى خالقك
ايمان يفتح امام عينيك ابواب السرور

اتصور ان الايمان بالله يحقق ذلك بلا ادنى شك
وذلك لحتمية الترابط بين القدرة و الايجاد
عندما تؤمن بالمطلق تصبح مطلقا بالتبعية

قد يكون تعاظما للذات يتنافى مع ضرورة تحجيمها حتى لا تطغى على الاخر
وتلجيمها حتى لا تعتدي على غيرها
ذلك تمدد يجب ان يكون للاعلى
عموديا لا افقيا
لصعوبة بل استحالة تلجيمها وحصرها مع ازديادها وتعاظمها

..........
قد يكون في ما بعد توضيحا لما سبق
ان شئتم..؟

س:

اكمل البقية استاذ

ج:

الايمان اعتقاد وارتباط
والدين عمل
لا قيمة له في الفراغ
لكنه يعكس بالضرورة شكل الايمان الحقيقي للمؤمن
عندما تؤمن بان الله محيي و مميت مثلا فمقدار ايمانك بهذا الشيء يحدد فعلك وتعاملك مع مسالة الحياة والموت

كل الامور التي تؤمن بها تعكس ظلالها على سلوكك
اي ان هناك تناسبا طرديا بين الايمان والفعل
ورغم محدودية الفعل من حيث الكم وثباته من ناحية الاتجاه
الا ان للايمان اليد الطولى في تحديد الاتجاه ومقدار العمل

س:

ممتاز

نستطيع القول بان العقيدة هي التي تسير صاحبها ؟؟

ج:

نعم

يمكننا ان نقول ذلك

س:

باركك الله استاذي

الان انتقل الى موضوع مهم وهو الثقافة والمثقف

فما هما ؟

ج:

ساجيب بما اجبت به في مقال سابق مع حذف بعض المقاطع:

مثقفون أيضا

كثيرة هي الثقافات وهي متعددة بتعدد البشر في ألوانهم و إشكالهم و ألسنتهم و معتقداتهم و أذواقهم فالثقافة ليست شكلا جامدا أو لونا معينا ليس لها لون اوطعم أو رائحة واحدة تحتم على حامل أوصاف محددة إنها ليست كذلك قطعا
وهي كغيرها من المفردات التي اختلف بنو البشر في تعريفها -وما أكثر ما اختلفوا فيه- وان كانت تطلق عموما على من عرف شيئا من كل شيء سواء اختص بشيء أم لم يختص, لكنها تبقى تأخذ شكل الإناء الذي يحتويها فكثيرا ما نسمع عن ثقافة الاستبداد وثقافة القتل وثقافة الدجل وثقافة الجمود وبالمقابل هناك ثقافة الجد والعمل وثقافة الاحترام للأخر وثقافة التغيي, فالأمر ليس محصورا على لون معين ولا توجد جامعة في العالم-على حد علمي- تمنح شهادة(مثقف)
إنها(الثقافة) لقب فضفاض ومفردة عائمة وأداة قياس مطاطية لا يمكن بها تحديد الأشياء بدقة.

والمثقف لقب ليس لأحد أن يدعيه لنفسه وان تصور ذلك في داخله, كما إن إطلاقه على الأخر لا يوجب الالتزام به من قبل الآخرين أيضا.
ومع ذلك لا مانع- قانونيا- على الأقل من إن يدعي هذا اللقب أي احد فهو متاح للجميع فعليه لا جدوى من سلخه عن أي احد.
العنتريات والتبجح بالعدم هي ثقافة وثقافة رائجة وسائدة ومحيطها يتسع ليبتلع امما وشعوبا والكثير يؤمن بثقافة كهذه والأكثر من يؤمن بوجودها .

والسؤال الذي يطرح عن دور المثقف وبعده عن الإحداث وانشغاله بنتاجه الخاص وبالشعارات التي يحملها وهل أن الأوان أن يتنحى جانبا أن لم تنحه الإحداث الجارية فعلا. هذه الأسئلة ومثيلاتها يجب أن يسبقها سؤال اكبر ,من هو المثقف ؟ وما هي الثقافة ؟ وأي ثقافة نعني ؟
للعرب ثقافة كما لغيرهم ,هي ظاهرة صوتية عند القصيمي والتغالب عند الوردي وغير ذلك عند غيرهما وكل يرى الإحداث من خلال عينيه ومنظاره فللحقيقة أكثر من وجه وللجسم أكثر من عضو وليس صحيحا سقوط ثقافة ما سقوط باقي الثقافات ,بل أن قانون التناوب هو السائد في المجتمع الإنساني ما أن تسقط ثقافة إلا وتحل محلها أخرى ورحيل مثقف يعني بالضرورة وجود أخر مكانه.

لكل امة ثقافة ولكل جيل ثقافة ولكل جغرافيا ثقافة ولكل حضارة ثقافات حين تبدأ وحين تسود وحين تزول وهناك تلازم قهري بين الحضارة والثقافة فاحدهما ينتج الأخر وهي متغيرة تغير بني البشر بل تغير الإنسان ذاته في مراحل عمره.أن من يقول على (المثقفين ) أن يرحلوا ا وان الشعوب أجبرتهم على الرحيل هو مثقف بثقافة ما أيضا. فشباب الفيس بوك والتويتر والانترنيت هم ينتمون إلى ثقافة معينة أيضا هم مثقفون. من قال أن المثقف يجب أن يكون افنديا ويلبس نظارات طبية ويحلق ذقنه!!!
الثقافة أمر معترف به إنسانيا إلا أن حدوده غير معترف بها و إذا ما صارت لها حدود لم تصبح ثقافة وأصبحت علما أو فنا. إننا اليوم نشهد سقوط ثقافة وليس سقوط مثقف أن فشل طبيب لا يعني فشل الطب وفشل المتدين كذلك يقتصر عليه باستثناء المثقف ففشله وسقوطه –أن صحت النسبة- يعني بالضرورة فشل وسقوط الثقافة التي يحملها أن ما يجب أن نعلمه هو توصيف المثقف يجب أن يكون التالي (وهو رأيي لا ألزم بها أحدا أبدا ):

هو حلقة الوصل –أو من يملئ الفراغ- بين المختص والأمي-غير المختص- فهو فوق الأمي ودون المختص-علميا- لذلك فهي(الثقافة) متعددة تعدد الاختصاصات, فيحسبه الأمي على انه مختص ولا يراه المختص انه جاهل, يعرف ما يقول لمن يقول يعرف كيف يسال لكي يفهم من يريد الجواب والحقيقة التي يجب أن لا نغفلها هي أن المثقف هو من يحرك الساكن واو يسكن المتحرك شئنا ذلك أم أبينا , بان دوره أم لم يبن, وبروزه على السطح دلالة على غلبة ثقافة ما على ثقافة أخرى.

وختاما أقول إذا أردت أن تصبح مثقفا فلا يعني ذلك أبدا أن الثقافة تعفي حاملها من المسئولية ,أي إنا مثقف إذن إنا مسئول.

تمنياتي بقراءة ممتعة

وفائدة مستخلصة

» رحيق الافاعي لـ محمد هاشم يوسف البطاط
» سجل حضورك بالصلاة على محمد وآل محمد
» الشيعة في نظر الإمام محمد الباقر (ع)
» الرسول محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم خيرمبعوث للامم