اللهم اجعلنا واياكم ممن جعل من الحسين نجم قطبه الهادي من الضلال ومركب
هديه المنجيه من الهلاك ولي في ما مضى من عمري اشتغال بهواه جعل الله بقيته
في رضاه
اقدم إليكم قصيدتي
سلام على جودك الموسع
ِحنانيـك خـفّـف و لا تُـسـرعِ وعرّج بركبـي علـى المصـرع ِ
تمهّـل فنحـن نجـوب السكـون و صَهْ عن مقـولٍ لكـي نسمـع ِ
لترهفَ إذنـي صليـلَ السيـوفِ تُهامـسُ فيـه صـدى الشـرّع ِ
يغوصـون فـي لجّـةِ الذكريـات و بحـرِ الدمـا و حيـا الادمُـع ِ
و حـالُ السبايـا ونـار الخيـام تخطّـت قرونـاً ولــم تقـبـع ِ
وطلّـتْ تعانـق زهـو الابــاة لهاميـمُ مـن كـوّةِ المـفـزع ِ
تمهّـلْ فهـذا أريــج الجـنـانِ يعطّـر أفـقِ الهُـدى المهـيـع ِ
نعانـق فيـه بقايـا الضمـيـرِ و نجلو القلـوبَ الصـدى لتعـي
نهشّـم ليـلا ً أبـى أن يــزولْ و ندعو بشمسِ الحسينِ اطلعـي
وفيضي لتحيـي رميـمَ النفـوسِ وهـدّي إلـهَ الأنـا واصـرعـي
إذا لـم نمـزّق جفـونَ الظـلامِ بعـزمٍ فـبـالآهِ لــنْ تُـرفـع ِ
وان لم نهشّـم بسيـف الحسيـن مـنـاةَ التجـشـؤِ والمـخـدع ِ
سنبقـى عـراة الحيـاءِ الكسيـر ونبقـى جياعـاً ولـن نشـبـع ِ
إليـك تناهـت رؤى العارفـيـن و شـدّت إليـك سُـرى الركّـع ِ
وصاح بك الديـن لمّـا استغـاث نجيعك بابـن الوصـي منجعـي
فروّيـت منـه الظمـا بشـفـاهٍ شكتْ طولَ وجْـدٍ إلـى المنقـع ِ
حللت مـن المجـدِ أسمـى ذُراه ومـات الدعـيُّ ومـا يـدّعـي
هوتـك الجوانـحُ لمّـا بكـيـتُ عصرتُ الجـوارحَ فـي ادمُعـي
تكاثفـت الـروحُ حتـى غــدت دموعـا ً سقيـتُ بهـا أضلُعـي
دمـوعٌ تزلـزلُ عـرشَ الطغـاةِ فمـا هـيْ بـربِّـكَ بـالادمُـع ِ
ولكنّهـا مـن دمـاءِ الحسـيـنِ براكيـن ثـارتْ ولـم تهـجـع ِ
فمـا مـات مـن ورد العاديـات وحلّـق فـي جوّهـا الأوســع ِ
له فـوق هـام السهـى موطـئٌ و بيـن البرايـا يـدُ المـرفـع ِ
و بيـن شآبيـبَ قطـر السـمـا نوافـح تذكـي وتحيـي الوعـي
وفـوق جبيـنِ الغـدِ المشـرقِ هتونا ً من النصـر لـن يرجـع ِ
أيـا سالبـا ً كــلّ ممـدوحـة ٍوغيـرك أضحـى بهـا مدّعـي
تمطّى افتخارا ً علـى المكرمـات بك الفضلُ يومـاً إذا مـا دُعـي
فأنـت الجـوادُ و باقـي الكـرامِ عيـالاً علـى فضلـك الأوسـع ِ
فجـودك هـذا وهــذي يــداي إليـك تناهـت فــلا تقـطـع ِ
أيرتضـع الـذلَّ بـحـرُ الإبــا وهـامٌ كهامِـكَ لـنْ تخـضـع ِ
إذا الجودُ حـلّ بشخـصٍ سـواك فقـد حـلّ ضيفـاً علـى مدقـع ِ
ببحـر نـداك يغـوصُ الـنـدى و يغـدو عييّـاً بـك اللـوذعـي
لأنّ المـكـارمَ يـومـا تُـطـالْ و لا يبلغ الفضـلَ منـك الوعـي
شروداً نرى كـلَ فضـلٍ سـواكَ فطـابَ برعيـك مــن مـتـرعِ
يـجـود بكفّـيـهِ إنْ لاحـهــا صَفْـرا تخلّـى ولــم يـرجـع ِ
أ ضاقـت بجـودكَ كلتـا يديـكَ سـلامٌ علـى جـودك الموسـع ِ
تلفّعت بالمجـدِ حتـى ارتضيـت فطوبـى لنفسـكَ مـن ملـفـع ِ
كفـاك شموخـاً بـانّ الحسيـن بغير أبـي الفضـل لـم يفجـع ِ
كأنّـك والـمـاءُ مــذ جِئـتـهُ فطيـمٌ يُباعـدُ عـن مُـرضـع ِ
فكبـدك حـرّى فـلـم تـرتـوي وعَينـك عبـرى ولـم تـدمـع ِ
فقد جفّ مـاؤك لا عـن غيـاض ففـاضـت دمــاؤك بـالأربـع ِ
فوا عجبـاً مـن بنـاتِ الرسـولِ لفزعِـك ترجـو ولـم تفـزع ِ!!
أُخـيَّ تناديـكَ يـومَ الطفـوف ِإلى الآن قـضّ النِـدا مضجعـي
صراخاً علا مـن ركـامِ الخيـامِ تناهى لِسمْعي....... ولم تَسمع ِ!!
بقلم اخيكم السيد محمد هاشم يوسف البطاط